الآ راء الفلسفية لإبراهام بار هييا ( ١٠٧٠ م – ١١٣٦ م ) وتفسيره لمفهوم الزمن " د را سة تحليلية نقدية

المؤلف

دکتو ا ره في الفلسفة اليونانية والعصور الوسطى

المستخلص

الأفلاطونية المحدثة أو مذهب الإسکندرايين کما يسمّيها العرب ، هى إحدى الموجات الفکرية التي انطلقت في القرون الأولى للميلاد من الإسکندرية التي کانت عاصمةً للعلم و الفکر ، تلاقت فيها مذاهب جمّةٌ و مدارس متعددةٌ ،
و خلفت أثينا بعد أن خبا ضؤوها و زال عنها ما کان يشدُّ الرحال إليها ، و کان ذلک لموقع الإسکندرية الجغرافي بيْن الشرق و الغرب ، و بُعدها عن الحروب التي توالت على آسيا و بلاد اليونان لأزمنةٍ طويلةٍ ، و کانت بها مکتبةٌ ضخمةٌ تضمُّ أکثر من نصف مليون بردية کانت قبلة الأنظار في الشرق و الغرب ، کما ذاع فيها أيضًا اسم مدرسة الطب ، و تُرجمت التوراة إلى اللغة اليونانية ، و نشطت الرياضة و الکيمياء ، و وُضعت أسس تصنيف العلوم و نقد النصوص ، و شُرحت المذاهب الدينية و الفلسفية ، و ازدهرت التجارة و الصناعة ، و فيها أخيرًا امتزجت الآراء
و الأفکار و المذاهب و الأديان و المعتقدات ، و اصطبغت اليهودية أولاً ثم المسيحية ثانيًا بالصبغة اليونانية .
و من أهم الأمثلة على الفکر اللاهوتي اليهودي المتأثر بفلسفات اليونان عمومًا و الأفلاطونية المحدثة خصوصًا إبراهام بار هييا هاناسي ( 1070 م  1136 م ) ، الفيلسوف و عالم الرياضيات و الفلک اليهودي الأسباني ،
و هو حفيد حزقيا جاوون ، وُلد في برشلونة بأسبانيا و توفي في فرنسا ، يُلقّب بإبراهام اليهودي أو الأسباني ، أما لقب هاناسي فيعني في العبرية في زمنه القائد أو الرئيس ، و لکنه يُعرفُ باسمٍ عربيٍ هو صاحب أو رئيس الشرطة و حُرّف في اللاتينية إلى ساباسوردا ، و سبب تسميته به يرجعُ لوظيفته في الإدارة في برشلونة .
و لهذا الفيلسوف فضلاً عن أعماله الفلسفية أبحاثٌ مهمةٌ في الرياضيات و الفلک جعلها في خدمة عقيدته اليهودية خاصةً لحساب مواعيد الأعياد و الطقوس الدينية ، فضلاً عن دراسته لموْعد ظهور المسيح ، و في معظم مؤلفاته المتعددة يظهرُ التأثير الأفلاطوني المحدث واضحًا .

الموضوعات الرئيسية