تُعد المسألة النسوية من أکثر المسائل الشائکة التي تؤرق الفکر الإنساني المعاصر، خاصة فيما يتعلق بمحاولة النسوية إيجاد تأويلات معاصرة للنصوص الدينية تواکب التطور الإنساني على مستوى الفکر والثقافة، والظروف الإجتماعية؛ هذا التطور الذي يضع الإنسانية في لحظات فارقة، تغاير ماضيه، و ربما تستوجب تفسيرات تلائم اللحظة الراهنة. ورغم استخدام النسوية للتأويل على مختلف النصوص الدينية؛ إلا أننا نلمس حدة التقابل "النسوي/الذکوري" في خطابات النسويات المسلمات، وقد أسهم هذا التقابل في إنشاء"المقاربة النسائية مقابل المقاربة الذکورية"، "والتفسير النسوي مقابل التفسير الذکوري"، و"الفقه النسوي مقابل الفقه الذکوري"، لذلک رکزت الدراسة على النسوية الإسلامية، وبإمعان النظر في "النسوية الإسلامية" نجد أنها ليست على ضرب واحد؛ وإنما تتنوع بحسب رؤيتها لمدى "الصراع بين الذکر والأنثى"، فمنها ما يسعى للتمييز بين ماوافق الخطاب الشرعي الثابت، وما استقر في الفقه والتفسير بسبب العرف، دون ربط کل القضايا المتعلقة بالمرأة بالتاريخ ؛ خصوصًا إذا کانت حکمًا منصوصًا في صريح الآيات، وصحيح الأحاديث، ومنها ماهو رافض لکل ثابت بالضرورة متخذًا من التفکيک منهجًا في کل ما يعترض طريقه من نصوص ؛ فبلغ بهن الغلو إلىرفضالأحاديثالنبويةجملة, بلمناقشةالنصالقرآنينفسهمنحيثالثبوتأوالمصدرالإلهيلبعضآياته, وإعلانالدعوةإلىإسلامجديدأو"ثيولوجياإسلامية"جديدةمنخلالإخضاعالنصوصالقرآنيةوالنبويةوکلالمحتوىالحضاريللتجربةالإسلاميةإلىالنقدالتاريخيوالفکريأسوةبماحدثفيتاريخالثقافةالغربية. لذلک جاءت هذه الدراسة محاولة الردعلى التساؤلات الآتية:
1) ما مدى ارتباط النسوية الإسلامية بالتأويل المعاصر للنص الديني؟
2) ما إشکاليات التأويل المعاصر للنص الديني عند مفکري النسوية؟
3) ما حقيقة رؤية النص الديني للمرأة؟ وحتىتتمکنالباحثةمنهذهالدراسةکانعليهاالرجوعإلىالمنهجالتحليليالتاريخيالمقارن،حيثيحتاجالموضوعإلىالتحليللتفهمجوانبه،کمايجبأنتتمالدراسةعلىأساستاريخيمنظميعرض تاريخ تأويل النصوص الدينية ، ثمتفنيدهذاالفکرونتائجهومقارنتهبعضهبالبعضالآخرعلىالمستوى الزماني.