مفهوم المفارقة فى فلسفة إبراهام بن عزرا (١٠٩٢ م – ١١٦٧ م)

المؤلف

دکتوراه في الفلسفة الیونانیة وفلسفة القرون الوسطى ـ کلية الاداب ـ جامعة الاسکندرية

المستخلص

إن التعاون العلمي و الأدبي و السياسي ما بيْن العرب المسلمين و اليهود إبان فترات الحکم الاسلامي و السيادة العربية سجّل عليه التاريخ أمثلةً عديدةً ، کنتاجٍ لما يتميّزُ به الدين الاسلامي من سماحةٍ و تقبلٍ للأديان و الشعوب و الأجناس الأخرى و تعايشٍ معها ، فمنذ زمن الأمويين و العباسيين سنحت الفرصة لليهود للمشارکة بدورٍ مهمٍ
و فعّال في ترجمات علوم الهند و اليونان و الفرس لإضافتها للعلوم العربية ، و ازداد دوْرهم أهميةً و تأثيرًا بعد فتوحات شمال إفريقيا ، و بلغ ذروته بعد فتح الأندلس و في أثناء الحکم الاسلامي لها .
و من الأمثلة الواضحة في الأندلس على الفکر اللاهوتي اليهودي المتأثر بفلسفات اليونان عمومًا و الأفلاطونية المحدثة خصوصًا بعد ترجمتها و نقلها ، أبو إسحاق إبراهام بن مائير بن عزرا ( 1092 م  1167 م ) ، الفيلسوف و الکاتب و الشاعر اليهودي الأندلسي ، و هو کأديبٍ کتب باللغتين العربية و العبرية ، و کان خيْر رسولٍ لعلوم اللغة العربية و آدابها بيْن المثقفين اليهود في بلادٍ کثيرةٍ زارها ، و الذين لم يکونوا يعرفون شيئًا عن آداب العرب و علومهم .
أما کفيلسوفٍ فهو يُعتبرُ من أنصار مدرسة الأفلاطونية المحدثة ، و تبدو تعاليمه الفلسفية واضحةً في قصائده التي خصصها للتحدث عن روح الإنسان ، و کثيرًا ما يظهرُ في هذه القصائد مزيجًا بيْن الآراء الإغريقية و وجهات النظر اليهودية التقليدية ، کما هو الحال لدى معظم معاصريه اليهود ، و قد تکون قصائده التي يعبّرُ فيها عن تشوّق الإنسان لخالقه و سعيه للتحرر من العلائق الأرضية و الاتجاه له ، هى قمة ما وصل إليه انتاجه الشعري .

الموضوعات الرئيسية