مصطفى محمود, مصطفى رمضان. (2019). مفهوم المفارقة فى الأخلاق الرواقية ـ دراسة "تحليلية نقدية".. سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 5(1), 123-152. doi: 10.21608/philos.2020.143793
مصطفى رمضان مصطفى محمود. "مفهوم المفارقة فى الأخلاق الرواقية ـ دراسة "تحليلية نقدية".". سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 5, 1, 2019, 123-152. doi: 10.21608/philos.2020.143793
مصطفى محمود, مصطفى رمضان. (2019). 'مفهوم المفارقة فى الأخلاق الرواقية ـ دراسة "تحليلية نقدية".', سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 5(1), pp. 123-152. doi: 10.21608/philos.2020.143793
مصطفى محمود, مصطفى رمضان. مفهوم المفارقة فى الأخلاق الرواقية ـ دراسة "تحليلية نقدية".. سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 2019; 5(1): 123-152. doi: 10.21608/philos.2020.143793
مفهوم المفارقة فى الأخلاق الرواقية ـ دراسة "تحليلية نقدية".
قد رکزت هذه الدراسة على مفهوم المفارقة، وهو من المفاهيم الأساسية في الفلسفة، وتشير المفارقة إلي الجمع بين النقيضين، أو ما يضاد الرأي الشائع؛ ومن ثم نحاول توضيح مفهوم المفارقة في الفکر اليوناني، خاصة عند الرواقية، تحديدًا في مجال الأخلاق؛ إذ إن الرواقية کانت في صميمها مذهب أخلاقي. وقد احتلت الأخلاق في المذهب الرواقي أهمية کبرى لم يظفر بمثلها أي فلسفة من الفلسفات الأخرى، بل قد تحولت الرواقية في العصر الروماني إلي مذهب الأخلاق، فقد اتسعت أبحاث الرواقيين في الأخلاق للبحث في الغرائز، والانفعالات، والواجب، والخير.... وغيرها من مباحث الأخلاق. وقد کان الحديث عن الأخلاق لدى الرواقيين باعث على الحيرة لما فيه من تناقض. فإذا کان کل شئ يعمل وفق القدر فما الفائدة من إسداء النصح أو محاولة إصلاح النفس أو الاقتداء بنموذج صالح؟ إذ ليس بمقدور الإنسان أن يبدل من نفسه أو من أي شئ من حوله، وإذا کانت الأشياء کلها تعمل وفقًا لسلسلة من الأسباب والنتائج، وإذا کان العقل نفسه شيئًا ماديًا کما يرى الرواقيون؛ فکيف إذن لأفکارنا ومشاعرنا أن تتحرر من أغلال هذه الحتمية؟ ولا شک أن الرواقيين کانوا متناقضين حين قالوا إن بعض الأشياء تقع تحت تصرفنا وسيطرتنا، وبعضها الآخر ليس کذلک. أما فيما يتعلق بالمفارقات الرواقية، فنجد أنه لم يرد أصحاب الرواق أن يکون للحکمة درجات متفاوتة الارتفاع، بل مثلهم الأعلى لا تتحقق في نظرهم إلا على وجه الکمال. فالحکمة کالعقل بسيطة مطلقة لا تقبل انقسامًا، فلا يمکن أن يقال إن إنسانًا له من الفضيلة ثلثها أو نصفها، بل الرجل إما أن يکون حکيمًا فاضلًا أو سفيهًا ناقصًا. ومن حاز فضيلة واحدة فقد حاز جميع الفضائل، ومن کان له رذيلة واحدة فله جميع الرذائل. وکذلک قولهم بأن الحکيم يصمد للدهر لا يخاف، ولا يرجو، ولا يأسف، بل يرتفع بنفسه فوق کل شئ. وفي الحقيقة لقد بلغ اهتمام الرواقيين بفلسفة الأخلاق حد کبير، إلا أن أتصفها بالتناقض، جعلها تنطوي على مفارقة، وانطلاقًا من ذلک تتناول هذه الدراسة الأخلاق الرواقية بالتحليل والنقد لإبراز ما تنطوي عليه من مفارقات.