طه, حسن يوسف. (2019). المفارقة عند سورين کيرکجارد. سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 5(2), 713-722. doi: 10.21608/philos.2020.148576
حسن يوسف طه. "المفارقة عند سورين کيرکجارد". سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 5, 2, 2019, 713-722. doi: 10.21608/philos.2020.148576
طه, حسن يوسف. (2019). 'المفارقة عند سورين کيرکجارد', سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 5(2), pp. 713-722. doi: 10.21608/philos.2020.148576
طه, حسن يوسف. المفارقة عند سورين کيرکجارد. سلسلة أبحاث المؤتمر السنوي الدولي" کيف نقرأ الفلسفة", 2019; 5(2): 713-722. doi: 10.21608/philos.2020.148576
أستاذ الفلسفة وعلم الجمال أکادیمیة الفنون – القاھرة
المستخلص
فى هذه الورقة نتناول اشکالية المفارقة عند کيرکجور ، ويبين لنا (جان فال) اهمية المفارقة Paradox عند کيرکجارد ، وکيف انها تحتل مرکزا اساسيا فى فلسفته ، ذلک لانه اذا کان خلاص الذات يتم عن طريق الايمان ، واذا کان التحقق الاصيل للذات الحقة لا يکون الا اذا استجابت لله بفعل من افعال الايمان ، فان علينا ان نتذکرباستمرار ان الايمان هو ايمان (بالمفارقة) ... ان الازلى قد تحقق فى لحظة معينة من الزمان وهذا ما لا يمکن فهمه ، وهو لانه لا يمکن فهمه فهو موجود .... واول مفارقة تصادفنا فى المرحلة الدينية هى ضرورة الايمان بان : الفرد بوصفه فردا هو اعلى من الکلى ... يقول کيرکجارد : ... الايمان عو بالضبط ايمان بهذه المفارقة : وهى ان الفرد بوصفه الجزئى هو اعلى من الکلى . وان لهذا العلو ما يبرره فهو ليس تابعا ثانويا ، بل هو الاعلى والاکثر تفوقا . لکن علينا ان نلاحظ ان ذلک يحدث على نحو يصير فيه الفرد ، بعد ان کان تابعا للکلى ، اعلى من الکلى ، وذلک لان الفرد الان يقف على علاقة مطلقة مع المطلق . ومثل هذا الوضع لا يمکن ان يکون متوسطا ، لان المتوسط انما يتم بفضل الکلى . تلک مفارقة وستظل الى الابد مفارقة تستعصى على الفکر . ومع ذلک فالايمان هو ايمان بهذه المفارقة ... والا لم يکن ايمان قط .
والسؤال .. ما الفرق بين القفزة الايمانية وبين الارادة الايمانية ؟ الا يکفى ان نقول بان الايمان ليس موضوعا للمعرفة بل موضوع للارادة ؟ ام يجب حتما ان نستخدم مفهوم القفزة والوثبة فى مورد الايمان ؟ ويمکن الاجابة کالتالى : ليس هناک ايمان من دون مجازفة او رکوب الخطر . ان رکوب الخطر والمجازفة تعنى ان لا يتمکن الفرد من التعرف على المخاطر والفرص ، وان لا يتعرف على مقدار الربح والخسارة ، بل يذعن باحتمال ان لا يکون اختياره عمليا او منتجا ابدا . يمکن لنا ان نتصور ان الشخص الذى يروم الايمان ، لا مفر له من هذه المجازفة ، وان هذه المجازفة الکبرى لا تاتى من خلال مفهوم الارادة الصرف ، بل لا بد من القفزة . وفى ذلک يقول کيرکجارد : ان القفزة من الامکان الى الوجود ، بل وحتى القفزة من الامتناع الى الوجود ، ليست قفزة نحو الايمان الحقيقى والزمنى القابل للاستبدال والاستدراک ، بل هى شخصية بالکامل ، وغير مضمونة النتائج ، ويترتب عليها التزام کامل .
لکن هل تحصل هذه الارادة والرغبة بشکل غير ارادى او تلقائى بشان ارادة الايمان ؟ يتم طرح هذا التساؤل وتکراره بشان القفزة الايمانية ايضا ، اذ يقال : اليست القفزة الايمانية قفزة عشوائية عمياء ؟ يجيب کيرکجارد على ذلک بالنفى . ان القفزة الايمانية لا تخلو من اى من الاقتضاء والايجابية ، فحيث يمتلک الفرد ادلة وافية وکافية على عدم الوثوق بالعقل والمعرفة النظرية فى موضوع الايمان ، فانه يقفز نحو الايمان بارادته مباشرة . وعليه فان قفزته ليست فى الظلام .ان تشديد کيرکجارد الکثير على القفزة الارادية نحو الايمان ، يعنى اختيار الانسان الحر ومسؤوليته الشخصية فى هذا الاتجاه ، وليس بمعنى ان يبادر الانسان بارادته الى الاعتقاد بکل امر تافه او غير معقول .
وينبغى ملاحظة ان المفارقة تجمع فى لقاء الزمانى بالازلى ، بمعنى انه اذا لم يکن هناک سوى الزمان وحده ما کانت هناک مفارقة ولا ايمان . وکذلک اذا لم يکن هناک سوى الازلى وحده ما کانت هناک مفارقة ولا ايمان : ... الايمان يوجد لان هناک اتصالا ينطوى على مفارقة بين الزمان والازل بين الانسان والله . ومن ثم ففى المسيحية التى هى ديانة الله – الانسان ينکشف جوهر الايمان وماهيته بطريقة افضل حيث يوجد اتحاد مطلق بين شکل الايمان ومضمونه .
ان فکرة المفارقة تلعب دورا اساسيا فى فلسفة کيرکجارد ، فهو يقول فى يوميات 1844.. بقدر ما اعيش فى قلب المتناقضات ، لان الحياة مليئة بالتناقض . وانا من ناحية املک حياة ازلية . ومن ناحية اخرى املک تعددا للوجود الذى لا يستطيع النفاذ اليه ... والرابطة بينهما هى الايمان . ان فکرة المفارقة من القضايا الحيوية والهامة والممتعة فى ان واحد . .. وبغض النظر الى اتفاقنا معها او اختلافها , فان القضية هامة وتفسر لنا الکثير فى مسالة الايمان .