أستاذ فلسفة القیم المساعدة قسم الفلسفة – کلیة الآداب جامعة طنطا.
المستخلص
يعد شوبنهور(1788_1860)الفيلسوف الألمانى من أبرز فلاسفة القرن الثامن عشر‘فهو الممثل الحقيقى للمفارقة من خلال کتاباته ومؤلفاته المتعددة ‘ ومن أهمها کتابه المحورى الذى عرف به ‘ واعتبره المفتاح لمؤلفاته کافة "العالم ارادة وفکرة ". والحقيقة إن حياة شوبنهور کانت بمثابة الأصدق تعبيرا عن حياة المفارقة ،فقد ظهرت فيها نزعات التشاؤم والتفاؤل من عصره ،کما ظهرت المفارقة فى التوافق والإنسجام أو فى التنافر والاختلاف مع الواقع الانسانى المعيش لشوبنهور ، وخاصةفى اطار الظروف السياسية فى المانيا وموقفه الواضح من الحروب النابيلونية ،ولذلک فلا بد لنا ايضا من تناول الموقف الدينى عند شوبنهور لأنه التمثيل الحقيقى لنزعة المفارقة الدينية عنده . واذا کان شوبنهور هو صاحب الأراء الصادمة عن الارادة الحرة والمقيدة ، لذا يجب الاشارة الى موقفه المفارق من الجبر والاختيار کما لايمکن اغفال موقف شوبنهور من مسألة الخلاص ، وهل هو مع المبدأ وتطبيقه ؟أم مع المبدأ دون التطبيق أو بمفهوم أدق هل مع النظرى وليس العملى ؟ وفى نهاية المطاف سوف نجد تطبيقات لمفارقاته ،فعلى الرغم من الشقاء الا إنه صنع ملامح شخصيته قبل أن يصنعها فکره الناضج وعقله المستوعب لزمان الحروب ، وهذا سوف نصل اليه من خلال التامل والنقد ، فلنقد ليس محاولة لهدم الفيلسوف وانما محاولة لأن نراه بعيوننا .