أستاذ المنطق وفلسفة اللغة جامعة القاضي عیاض – مراکش (المغرب)
المستخلص
لاشک أن المعرفة العلمية تعکس ظروف إنتاجها، فهي مرتبطة دائما بسياق اجتماعي واقتصادي ومعرفي وثقافي بشکل عام. وقد شکلت مسألة انعکاسية المعرفة العلمية موضوع نقاش في السنوات القليلة الماضية بحيث أصبح ينظر إلى المعرفة العلمية ليست فقط کإنعکاس سلبي لموضوع خارجي، ولکنها کذلک إنعکاس للقوى العاملة فيها: الکتاب أکاديمية الثقافة الغربية على اتساعها. إن المعرفة تحدد بمواضعات إنتاج المعرفة کما أن الحقيقة تفهم أکثر على أنها تمثل ثقافي للواقع، وليست تطابقا معه. يعتقد فاندايک أن المعرفة لها بعد ثقافي أساسي يجعلها تحتاج إلى مقاربة انطروبولوجية أو إثنغرافية ، ذلک أن الجماعات الإبستمية ليست مجرد مجموعات اجتماعية أو مؤسسات، ولکنها کذلک مجموعات ممارسات للفکر والخطاب. يحاول فوکو تشخيص الأسس الابيستيمولوجية التي يشتغل عليها العقل الغربي المعاصر وينطلق في مناقشة مرکزية العقل الغربي من المفارقات التالية
الإنسان هو زوج امبريقي/ترانسندنتالي.
الإنسان زوج من الکوجيطو/واللامفکرفيه.
الإنسان مشدود بين الانسحاب والرجوع إلى الأصل يلاحظ فوکو أن الانسان المعاصر لا يستطيع الوصول الى أجوبة نهائية لهذه الازواج. فهي تشکل مفارقات لا يمکن حلها داخل ابستمية المعرفة المعاصرة. سنحاول الوقوف عند هذه المفارقات من خلال تقويم السياق الابستمولوجي لإنتاج المعارف.