أن تکون قادرًا على طرح السؤال معناه أن تکون قادرًا على الانتظار ولو طال العمر کله "، ذلک أن البقاء فى حيز التساؤل معناه اکتشاف الإجابة الموجودة بالفعل فى السؤال، ثم الدخول فى تيار العلاقة الجدلية بين السؤال والإجابة. إن السؤال يستثير فينًا الإنصات إليه، والإجابة عنه ليست إجابة مألوفة، بل هى تعبر فى النهاية عن علاقتنا بتاريخ الفکر الفلسفى.
تقع سلسلة أبحاث هذا المؤتمر تحت عنوان: "کيف نقرأ الفلسفة؟ وتأتى أهمية هذا السؤال فيما يحمله من معنى المداومة بلا انقطاع، والدعوة المستمرة إلى مراجعة تاريخ الفکر الفلسفى، ووضعه موضع شک ومساءلة، فضلًا عن أنها دعوة کى نعيش تجربة التفکير الفلسفى من " الداخل" کى يتسنى سبر غور ذلک التفکير. وفى جدل المساءلة يبقى التفکير الفلسفى فى جميع مراحله بمثابة عودة للتساؤل، ومکابدة المشکلة الى حد الدهشة: مهماز البحث الفلسفى، إنه تفکير يعود إلى جذور الميتافيزيقا لتبرير الأسئلة الأصلية مما يحجبها ويخفى وجهها الحقيقى.